الخميس، 21 نوفمبر 2013

اور - العراق

من العراق 

لم تكن «أوروك» الواقعة في جنوب العراق، التي تجاوز عمرها 5000 سنة، أقدم وأكبر مدينة في التاريخ فحسب، وإنما كانت المدينة التي ظهر فيها نبينا إبراهيم الخليل عليه السلام، والمدينة التي نقلت الأساطير عنها «ملحمة جلجامش»، التي تعتبر الأقدم من نوعها في التاريخ.
هي «أور» القديمة ذات الزقورة العظيمة، وهي «أوروك» التي اخذ اسم العراق (أراك) منها .
هنا ظهرت الكتابة الأولى، وكتبت القصائد الأولى، وصنع الورق من قصب البردي.

هي  أول مركز حضاري، وأول مركز اقتصادي في العالم، وأول حياة مدينية منظمة.. وهو ما يؤكد آراء بعض العلماء الذين صاروا يعتقدون أن أور، لشدة قدمها، ظهرت أولا، ثم ظهرت الحضارة بعدها

اور حضارة عظيمة بين 3900 - 3100 قبل الميلاد. عاش في المدينة في ذلك الوقت أكثر من 50000 إنسان، ويقال إن «جلجامش» هو بالذات من بنى سورها الطويل البالغ 11.5 كلم في مطلع الألف الرابع قبل الميلاد.

و  الزقورة الشهيرة، التي يعتقد أنها كانت على ضفة الفرات، قبل أن يغير مجراه، إضافة إلى مجمعات سكنية أخرى. حضارة اور تكشف عن حياة منظمة وشوارع وورشات عمل، ونظامي ري وزراعة، وكل ما يشي بحياة حضرية متطورة، وسلطة مدينية متقدمة.

اما المعابد في تلك الحضارة لم تكن لممارسة الطقوس الدينية فحسب، وإنما لممارسة مختلف الشعائر والنشاطات الفنية والاجتماعية.
و جلجامش هو الذي بنى سور المدينة. و هذا  مثبت في ألواح الملحمة العظيمة التي كتبت باللغة المسمارية القديمة، أقدم لغات الأرض المكتوبة.

اما الفرق ما بين حضارتي مصر والعراق، هو عندما كان الفراعنة منهمكين في التحضير لحياتهم بعد الموت، ويكرسون كل علومهم في التهيئة لذلك، كان العراقيون يقاتلون من أجل الخلود، لعدم اعتقادهم بحياة ما بعد الموت. وهذا على الأقل ما فعله جلجامش بعد موت صديقه إنكيدو، وبحثه عن سر الحياة والخلود، رغم أنه كان ثلثي إله وثلث بشر.

ويعتقد العلماء الألمان أن ما هو مكتشف من آثار أوروك لا يزيد على 10% من أسرار المدينة القديمة، وربما تكون كمية هائلة من الآثار ما زالت مطمورة تحت الأرض. ويرون أيضا أن الحضارة العظيمة انتهت بسب تغير مناخي هائل أدى إلى جفاف المنطقة، خصوصا جفاف نهر الفرات. وربما يكون هذا حصل في الألف الرابع قبل الميلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق